Wednesday, February 8, 2012

فغفــت بــائعة الكبــريت ..




في أحد الأســابيع التي كنا ندرس بها .. مر عليــنا درس باللغة العربية عنوانه " ظمـــأ " .
يتحدث الدرس عن قصة والدة فقدت ابنها و التي تظن بأنه مات و هو عطشان و تبدأ باسترجاع الذكريات بطريقة محزنة و مؤلمة أمام قبر ابنهـآ ..
و بدأنـآ هذا الأسبوع بدراسة درس جديد " قصيدة العودة " .
قصيدة تحمل مشاعر الشاعر الذي يعود لدياره التي يلقاها قد تغيرت عليه و يصف شعوره الحزين عند عودته ..
كلا الدرسين يحملان شعوراً حزيناً يصفه الكاتب لقراءه .. و أنا شخصياً أحب قراءة الأبيات الشعرية و القصص المؤثرة .. و لأنني أحب كتابة الأشعار و الخواطر .. عندما قرأت هذين الدرسين تبادر على ذهني الكثير من الجُمل و الكلمات التي كانت تتركب بذهني مكونة خواطر أردت أن أنقشها على إحدى الصفحــآت ..
أخذت من الحزن و الألم فكرة لأكتب هذه الكلمــآت .. أتخيل شخصية الفتاة الصغيرة التي تعاني لتعيش حياتها نعم إنهـآ قصة " بائعة الكبريت " ..
.....
في كل يوم و كل ليلة ..
والبرد يعصف بجسدهــآ النحيل ..
تخرج لكي تبيع ما لديهــآ من كبريت ..
تنادي و تنشد المارة .. عسى أن تبيع عوداً واحداً
تعاني ذلك البرد بقدمين حافيتين ..
و تكمل لا تيأس ولا تمل ..
تتذكر عندمــآ كانت في أحضان جدتهـآ الدافئة
تسمع قصصاً .. تتخيل قصصاً
تركتــها جدتهــآ و أصبحت وحيدة
في عالم البشر فيه لا يعرفون الرحمة
مهمـآ طالت معاناتهــآ .. لا تستسلم للواقع المرير
و تتابع حيـآتهـآ طلباً للعيش ..
قلبــها الرقيق و خيــآلهـآ الوآسع
يجعلان بالرغم من صغر سنهــآ أكثــر حكمة
أخذ الألم و الحزن يتكونان بقلبهـآ
بعد أن ارتمت مرة أخرى على الشوارع الباردة
أخذت ترى في كل عود قصة أخرى
إلى أن وصلت لعودهآ الرابع أشعلته و تراءت لها جدتها
انطفأ .. فأخذت تشعل البقية و تأمل ألا تتركها جدتهــآ
وصلت لعالم تنسى فيه الألم .. الجوع .. كل الحياة
وصلت للعالم الذي ذهبت إليه جدتها سابقاً
ظل جسدها ممدداً على الثلوج البيضاء
و غرقت هي بحلم سعيد لا ينتهي مع جدتها
تركت ذلك العالم القاسي الموحش
و دخلت عالماً لها فيه من السعادة أكبر الحصص ..

بقلم .. منيرة عبد الله 

No comments:

Post a Comment